الحوار

(قد تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت لكن لن تستطيع أن تخدع كل الناس

كل الوقت)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كلما أطلع على بعض المدونات أوأقراء بعض المقالات أو حتى أتابع بعض البرامج


التلفزيونيه, أجد هجوم شديد وسخريه لاذعه ممن يطلق عليهم(المتأسلمين) , وفى


الحقيقه حاولت أن أفهم شيئين ,أولاهما ما هو الهدف المراد تحقيقه من هذا الهجوم؟


ما هو المقصود بكلمة (المتأسلمين) ؟


ولنبدأ بالاسم سلم على وزن فعل , أسلم على وزن أفعل ,أسلام على وزن أفعال
مسلم على وزن مفعل , متأسلم على وزن متأفعل ,متأسلمين على وزن متأفعلين

وما أستطعت فهمه من هذه التسميه(المتأسلمين) هو مصطنعى الاسلام الذين


يتخذوا من الاسلام أداه أو وسيله لتحقيق أهداف خاصه بهم.


من أطلق هذه التسميه من هم1-أما من يؤمنوا بالعلمانيه كمنهج وأسلوب حياه


للمجتمع 2-أو مجموعه من الكتاب على خلاف سياسى مع مجموعه بعينها


على من تطلق هذه التسميه ؟


العلمانيون يتوسعوا فى أستخدامها ليصفوا بها كل من يعتبر الاسلام دين


ومبادىء للتعاملات البشريه


أما كتاب السياسه فيخصوا بها جماعه محدده


وقد يكون بعض السياسيون علمانيون.


نأتى الى أسلوب الحوار بين الطرفين ونلاحظ أن تعميم الاحكام وأطلاقها بدون


ضوابط ,كما أن تجزىء المبادىء( وهذا لايجوز تحت أى منطق) بمعنى



أن المبدأ يطبق على فرد بعينه ولا يجب طبقا( لهذا المنطق) أن يطبق على الذى


نختلف معه.


ويستعين المختلفون فى الاراء بمواقف أشخاص بعينهم للتدليل على صحة رأيهم

وأنحصر مجال النقاش فى نقاط محدده .


1- العلمانيون أعتبروا أن العلاقه بين الفرد والدين علاقه خاصه لايجوز أن تعبر


الفرد لتنظم العلاقه بين الافراد فى المجتمع.



2-العلمانيون لديهم أشكاليه (من يتحدث بأسم الدين) بمعنى أن المتحدث كلامه


مرجعيه دينيه واجبة التطبيق وهذا ما يرفضوه تماما على أعتبار أن من يتكلم


بأعتباره لاينطق الا بالنص الدينى لا يمكن مناقشته عقليا.


3- غلب على موقف العلمانيون تصور أن المرأة فى التصور الدينى أنسان


من الدرجه الثانيه وأن الرجل فى الدرجه الاولى من حيث الحقوق والقيمه.


4-أن بعض العلماء الدارسين للدين تصور أن رؤيته وتفسيره للامور الفقيه



هى الحق الذى لايأتيه باطل, وقام بالتفسير والافتاء فى حدود قدرته وأستيعابه.


5- أن فى مجتمعاتنا تصور غريب لايتفق مع طبيعه العلاقات البشريه وتوازنها


أن الانتصار على الطرف الاخر وسحقه هو أفضل وسيله للحفاظ على المجتمع بصوره ما


بينما التوازن بين مكونات المجتمع فى أطار من قيم العدل والمساواه والحق هو


ألاطار الأفضل لنمو هذا المجتمع وتقدمه.



وأن أنكار الأخر وحقوقه يجعل هذا الاخر غير موجود أو ينتهى , بينما هذا الاسلوب دائما


يؤدى الى أن الأخر يتجه ليصبح عنصر عدم أستقرار للمجتمع وقد يصبح خطرا عليه


6-أن نمو مجتمعنا يتم فى أطار مختلف تماما عن الاطار الذى نمت فيه مجتمعات أخرى


مثل المجتمعات الغربيه أو حتى الاسيويه , وبالتالى تختلف أساليب التفكير ونتائجها



7-أن المجتمعات فى منطقتنا الدين مكون أصلى وأساسى من مكونات الفرد والمجتمع


ولا يمكن بل من المستحيل أقصاؤه , والا كنا كمن قطع الرأس من الجسد ثم طلب من




الجسد ان ينمو ويتحرك.

8- أن هناك مبادىء تحكم علاقة المسلم بغير المسلم ويؤيد ذلك سورة الممتحنه


بسم الله الرحمن الرحيم

لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{9}

صدق الله العظيم

ولاننسى أن الرسول قال(من أذى ذميا كنت خصيمه يوم القيامه)


الايعنى هذا أن من يخالف المسلم فى الدين له نفس الحقوق التى للمسلم


والا يعنى (لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) نفس المعنى.


يجب أن نتفق أن الاسلام حجه على المسلمين وليس سلوك المسلمين حجه على الاسلام



وهناك كلمات يجرى أستخدامها ومن المهم توضيح التعريف العلمى لها


1- العلمنه secularization

تحرير مختلف مجالات المجتمع الاجتماعيه والوعى الفردى والنشاط والسلوك الانسانين


والعلاقات والمؤسسات الاجتماعيه من تأثير الدين



2-تهذيب النفس(التربيه الذاتيه)self-education


قيام المرء بشكل واع ومتعمد بنشاط يطور فى نفسه نوعا من الوعى الاخلاقى والصفات


الاخلاقيه التى تتناسب مع مفاهيم المثل الاخلاقى.


3-الاخلاق morality


أحد أشكال الوعى الاجتماعى, أنعكاس للوجود الروحى للفرد , وأحدى الدوافع الروحيه


لتطورالمجتمع , وفى مجال الوعى الاخلاقى ينمو موقف الانسان من العالم ومن نفسه


ويجد ذلك تعبيرا عنه فى تقيمه لسلوك الناس وعاداتهم وشخصيتهم ومعتقداتهم من وجهة


نظر الخير والشر ,وهى تساعد الانسان على تحديد معنى الحياه ودوره فيها, وثمة تناقض


بين أدراك الانسان لحريته ولنفسه فى المجتمع الطبقى بين المصالح الفرديه والاجتماعيه


تنعكس فى مجال الاخلاق بين ما هو ملزم وما هو مرغوب فيه.


وتقوم العلاقات فى المجتمع فى الاسلام على اربعة اركان

1-المسؤليه الفرديه

2-تساوى الحقوق بين كل الناس بالمجتمع

3-وجوب الرجوع للمجتمع على أصحاب القرار

4-التضامن بين كل فئات المجتمع على اختلافها


ومن أهميةالتكافل الأمه فى المسؤليه العامه أنها قد تصاب بضرر نتيجه أفعال بعض

أفرادها.

وهناك خلط بين الشريعه الاسلاميه المنصوص عليها لفظ ومعنى فى النص القرأنى


والاحاديث الواضحه الصريحه للرسول عليه الصلاة والسلام (وبين الاراء الفقهيه


التى هى ارأء علماء دين قد يتفقوا وقد يختلفوا)


وأن لايوجد فى الاسلام رجل دين بل يوجد عالم دين والفارق بينهم أن رجل الدين


يتكلم بأسم الدين بينما عالم الدين يتكلم فى حدود أحكام الدين ولايجوز له تجاوز هذه ا


ألاحكام بأى حال من الاحوال.


ولمن يريد أن يأخذ موقف محدد أن يدرس جيدا مبادىء الدين الاسلامى والتى

سيجدها وبمنتهى الاختصار هى المبادىء الانسانيه العليا التى يتفق عليها


كل البشر بكل ألوانهم وأجناسهم وعقائدهم


والحمد لله رب العالمين


____________________________________


هناك ملحوظات هامه جدا


منذ نشأت اللبنه الاولى للدوله فى مدينة رسول الله

لم تكن الدوله دوله دينيه بل كانت دوله مدنيه




أن الرسول عليه الصلاة والسلام عامل كل من يسكن المدينه بالعدل والمساواه





{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80



{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92





{مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }المائدة99

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54


-----------------------------------------------------------------------------------